دبابة عراقية تتجه لغرب الموصل. (أ. ف. ب)
دبابة عراقية تتجه لغرب الموصل. (أ. ف. ب)
-A +A
محمد فكري (جدة)
مع بدء معركة الموصل ضد «داعش» تباينت تقديرات خبراء السياسة والعسكرية حول مصير التنظيم بعد المعركة التي وصفت بـ«الفاصلة» في مستقبل ومصير التنظيم الإرهابي، فثمة من يتوقعون نجاح هذه المعركة في تدمير ترسانة «داعش» العسكرية وتحويل الموصل إلى مقبرة لميليشيا «داعش» وأنه لن يتم السماح لهم بالهروب إلى خارج المدينة. بيد أن هناك آراء أخرى تتوخى الحذر، ومن ثم لا تستبعد أن يلجأ التنظيم إلى بعض المفاجآت خلال معركة الموصل، وهو ما يمكن أن يؤخر حسمها مبكرا، ويدللون على ذلك بما جرى في معركة تحرير الفلوجة وبيجي. ويعبر هؤلاء عن مخاوفهم من احتمالات أن يلجأ التنظيم الإرهابي إلى استخدام أهالي الموصل دروعا بشرية أو اللجوء إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا والتي قد تكون نهايتها كارثية.

في المقابل، قلل محللون عسكريون وسياسيون من تلك المخاوف، ورجحوا أن التنظيم سيضطر -خصوصا أن مؤشرات اليوم الأول للمعركة أظهرت تفوقا كبيرا للقوات المشتركة- إلى سحب العدد الأكبر من قادته وعتاده إلى الرقة في سورية، على أن يترك مسلحيه مع عدد من القناصة والانتحاريين والخلايا النائمة في محاولة لمهاجمة واستنزاف القوات العراقية بين الحين والآخر.


وليس من المستبعد -حسب مراقبين سياسيين- أن يلجأ «داعش» إلى إضرام النار في عدد من الآبار النفطية قرب القيارة لحجب الرؤية عن الطائرات، فضلا عن نشر خطوط دفاعية ومنصات صواريخ في تخوم الموصل، وإن كان طيران التحالف قد دمر غالبيتها.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري محمود بدر الدين أن أساليب تنظيم «داعش» وتكتيكاته العسكرية في المعارك أصبحت مكشوفة للقوات العراقية المشتركة خصوصا في ضوء الخبرة المكتسبة من معركة تطهيرالفلوجة، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من احتمالات لجوء التنظيم إلى استخدام أسلحة كيماوية ضد القوات خصوصا في جهتي الجنوب والشرق.

وأفاد الخبير العسكري بأن القوات العراقية المشتركة ودول التحالف أعدت أكثر من خطة عسكرية للقضاء على دفاعات «داعش» خصوصا لمواجهة الألغام والمتفجرات التي نشرها التنظيم الإرهابي، وإن كان اليوم الأول من المعركة التي يتوقع لها أن تستمر نحو أسبوعين أوثلاثة أظهر تقدما كبيرا لمصلحة القوات العراقية بعدما أكدت مصادرعسكرية انهيار دفاعاته على حدود الموصل الخارجية.

إلا أنه يبقى الخطر الأكبر في معركة الموصل -في رأي بدر الدين- يكمن في كيفية تأمين المدنيين البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون شخص.